سيرة يعقوب ( اسرائيل ) بن اسحق الجزء الرابع
ذكر الله يعقوب باسمه الجديد الذي معناه من له قوة مع الله أو الذي يجاهد مع الله وكانت حياة يعقوب محفوفة بالصعاب والتجارب ولكن كان اسمه الجديد رمزاً لرغبته في البقاء ملتصقاً بالله رغم كل ما في حياته من إحباطات يعتقد كثيرون من الناس أن المسيحية يجب أن تمنحهم حياة خالية من المشاكل ولذلك حالما تصبح الحياة قاسية يتراجعون في إحباط ولكن عوضاً عن ذلك يجب عليهم أن يعزموا على الغلبة بقوة من الله وسط عواصف الحياة فالمتاعب والصعاب مؤلمة لكن لابد منها، فانظر إليها على أنها فرص للنمو فأنت لا تستطيع أن تغلب بقوة من الله بدون أن تعترضك الصعاب التي تتغلب عليها كان الزيت الذي سكبه على العمود زيت زيتون من أنقى نوع وكان غالياً كثير الثمن فمسح شيء بهذا الزيت الثمين يبين التقدير الكبير للشيء الممسوح وكان يعقوب يبدي أعظم تقدير للمكان الذي تقابل فيه مع الله ثم رحلوا من بيت إيل وبينما هم بعد على مقربة من أفراتة بدأت راحيل تلد فتعسرت عليها الولادة ولما تعسرت عليها الولادة قالت لها القابلة لا تخافي هذا ابن آخر لك فسمته راحيل قبل أن تفيض روحها بن أوني وأما أبوه فسماه بنيامين وماتت راحيل ودفنت في طريق أفراتة وهي بيت لحم ونصب يعقوب عمودا على قبرها وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم ثم رحل يعقوب من هناك ونصب خيمته على الجانب الآخر من مجدل عدر وبينما هو ساكن في تلك الأرض ذهب رأوبين فضاجع بلهة محظية أبيه فسمع بذلك يعقوب وكان بنو يعقوب اثني عشر بنو ليئة رأوبين بكر يعقوب وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون وابنا راحيل يوسف وبنيامين وابنا بلهة جارية راحيل دان ونفتالي وابنا زلفة جارية ليئة جاد وأشير هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا له في سهل أرام وجاء يعقوب إلى إسحق أبيه عند ممرا بالقرب من قرية أربع وهي حبرون حيث تغرب إبراهيم وإسحق وكان عمر إسحق مئة وثمانين سنة وفاضت روح إسحق ومات وانضم إلى آبائه شيخا شبع من الحياة ودفنه عيسو ويعقوب ابناه تكوين 35 : 16-29 كل خبر ينتهي بسلسلة أنساب هكذا كان مع ابراهيم واسحق وهكذا يكون مع يعقوب حيث يُذكر موت اسحق ونسل عيسو ويعقوب بمعنى ارتباط عميق بين الشعب العبرانيّ وشعوب المنطقة بحيث لا يصحّ مطلقًا أن ننسى أن شعوب الأرض كلها هي شعب الله بن أوني ابن تعبي وحزني حوّل يعقوب الاسم إلى ابن اليمين بنيامين أي ابن البركة أقامت عشائر بنيامين جنوبي قبيلة أفرايم أفراتة عشيرة تفرّعت من أفرايم وأقامت في بيت لحم حيث وُلد داود أما بيت لحم فتبعد سبعة كلم إلى الجنوب من أورشليم ومجدل عدر حصن القطيع يقع قريبًا من تلّة صهيون حيث جعل داود تابوت العهد وبنى سليمان الهيكل كانت خطية رأوبين فادحة الثمن وإن لم ينل عقابه فوراً فقد كان له باعتباره الابن الأكبر أن يأخذ نصيباً مضاعفاً من ميراث العائلة ومكان السيادة في قومه ربما ظن رأوبين أنه قد نجا رغم خطيته فلم يُذكر عنها شيء إلى أن جمع يعقوب عائلته حول فراش موته ليباركهم البركة الختامية وفجأة يأخذ يعقوب النصيب المضاعف من رأوبين ويعطيه لآخر وما السبب؟لأنك اضطجعت في فراش أبيك فدنسته من الجائز أن تصيبنا عواقب الخطية بعد ارتكابها بزمن طويل وقد نظن عندما نرتكب خطأ أننا يمكن أن ننجو دون أن يلاحظنا أحد ولكننا نكتشف فيما بعد أن الخطية كانت تُفرخ عواقب خطيرة يعقوب وعلاقته بابنه راجع قصة يوسف سفر التكوين من الفصل السابع والثلاثون ويعقوب كان عمره 130 سنة عندما ذهب إلى مصر فقال له فرعون كم لك من العمر؟فأجابه يعقوب أيام غربتي مئة وثلاثون سنة قليلة وسيئة كانت أيام حياتي على غير ما كانت أيام حياة آبائي في غربتهم وبارك يعقوب فرعون وخرج من بين يديه تكوين 47 : 8-10 مئة وثلاثون سنة وعاش يعقوب 147 سنة واسحق 180 سنة وابراهيم 175 سنة هي حياة غربة لكن الله وُضع حدّ لحياة الانسان مئة وعشرين سنة بسبب الخطيئة راجع تكوين الفصل السادس ولكن الآباء تجاوزوا هذا الرقم بسبب راجع تكوين الفصل الثاني والعشرون برارتهم وجاءت حياتهم أطول من حياة حكماء مصر وبارك يعقوب وبمعنى آخر أنه أعظم من فرعون بالنظر إلى الاله الذي يعبد فالعمر قليل مهما كانت أيامه كثيرة انه بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل راجع رسالة يعقوب الفصل الرابع أمين
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق