سيرة يعقوب ( اسرائيل ) بن اسحق الجزء الثاني

يعقوب قبلما عبر الأردن التقى بأخيه فطلب عفوه بسبب ما ألحقه به فجعله يهيم على وجهه ردحاً من الزمن ثم افترقا الأخوان فانطلق عيسو إلى أراضيه في جبل سعير ادوم واتجه يعقوب إلى أرض كنعان واشترى أرضاً عند شكيم نصب فيها خيمته وأقام هناك مذبحاً ورفع يعقوب عينيه ونظر فرأى عيسو مقبلا ومعه أربع مئة رجل ففرق أولاده على ليئة وراحيل والجاريتين وجعل الجاريتين وأولادهما أولا ثم ليئة وأولادها ثم راحيل ويوسف آخرا أما هو فتقدمهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب من أخيه فأسرع عيسو إلى لقائه وعانقه وألقى بنفسه على عنقه وقبله، وبكيا ورفع عيسو عينيه فرأى النساء والأولاد فقال من هؤلاء؟قال البنون الذين أنعم الله بهم علي يا سيدي فتقدمت الجاريتان وأولادهما وسجدوا ثم تقدمت ليئة وأولادها وسجدوا وأخيرا تقدم يوسف وراحيل وسجدا فقال عيسو ليعقوب ماذا أردت من كل هذه الماشية التي صادفتها؟قال أن أنال رضاك يا سيدي قال عيسو عندي كثير فمالك يبقى لك يا أخي قال يعقوب لا إن نلت رضاك فاقبل هديتي من يدي رأيت وجهك فكأني رأيت وجه الله لاسيما وأنت رضيت عني فاقبل عطيتي التي جئت بها إليك الله أنعم علي وعندي من كل شيء وألح عليه فقبل وقال عيسو ليعقوب نرحل ونمضي وأسير معك فأجابه يعقوب أنت تعلم يا سيدي أن الأولاد ضعاف والغنم والبقر التي عندي مرضعة فإن أجهدتها في السير ولو يوما واحدا هلكت الغنم كلها فتقدمني يا سيدي وأنا أمشي متمهلا على خطى الماشية التي أسوقها وخطى الأولاد حتى ألحق بك في سعير فقال عيسو إذا أترك عندك بعض الرجال الذين معي فقال يعقوب لماذا؟كفاني أن أنال رضاك يا سيدي فرجع عيسو في ذلك اليوم في طريقه إلى سعير ورحل يعقوب إلى سكوت فبنى له بيتا ونصب لماشيته حظائر ولذلك سمي المكان سكوت ثم جاء يعقوب سالما إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان بعد عودته من سهل أرام فنزل قبالة المدينة وبمئة من الفضة اشترى من بني حمور أبي شكيم قطعة الأرض التي نصب فيها خيمته وأقام هناك مذبحا ودعاه باسم إيل إله إسرائيل تكوين 33 : 1-20 صارع يعقوب ضد استغلال خاله لابان له وسيتعلّم الآن أن يكون مسالمًا فيُهدىء غضب أخيه وسيرى في عيسو الذي غفر وتخلّى عن العنف صورة عن الله تعامل يعقوب مع أخيه بشكل بشريّ فسجد سبع مرات أما عيسو فتصرّف مثل الوالد في مثل الابن الضال راجع لوقا الفصل الخامس عشر ألقى بنفسه على عنقه تعلّم الكتاب من ابيمالك مخافة الله ومن هاجر حضور الله ومن عيسو غفران الله هذا ما يذكرنا بيونان اليهوديّ المتزمِّت الذي يتفوّق عليه البحَّارة في الصلاة والذي لا يتقبّل غفران الله لمدينة نينوى الخاطئة رأى يعقوب وجه الله في وجه أخيه البكر وأراد عيسو أن يأخذ يعقوب معه إلى الجنوب إلى أدوم ولكن يعقوب رغب في الابتعاد عن عيسو كما عن لابان شكيم تقع غربيّ نهر الاردن في شمال كنعان هناك دُفن يوسف بن يعقوب وهناك التقى يسوع بالسامريّة راجع يوحنا الفصل الرابع إيل الاله الرئيسيّ لدى الكنعانيين ولكن الكاتب رأى في الاسم إله شعب اسرائيل من المثير أن ترى تغير قلب عيسو عندما تقابل مع يعقوب مرة ثانية فيبدو أن مرارته لفقد بركة البكورية قد انتهت وعوضاً عن ذلك نرى عيسو سعيداً وقانعاً بما عنده كما يهتف يعقوب تعبيراً عن فرحته برؤية بسمة أخيه الودودة والحياة تستطيع أن تعالج بعض المواقف السيئة فقد نحس بأننا خُدعنا كما أحس عيسو ولكن يجب ألا نظل نحس بالمرارة بل نستطيع أن نتخلص من المرارة بالتعبير بأمانة لله عن مشاعرنا فنغفر لمن أخطأوا إلينا ونكتفي بما لنا كان السجود سبع مرات دليلاً على الاحترام المقدم لملك ما فكان يعقوب حريصاً جداً عند مقابلته عيسو أن يطرد منه كل هواجس الانتقام أمين

اعداد الشماس سمير كاكوز

تعليقات